أخبار مصرالأدب و الأدباءالثقافةحصرى لــ"العالم الحر"مقالات واراء

حديث الناقد التشكيلي والأديب سيد جمعه حول دور المؤسسات الثقافية والأدب و الفن التشكيلي فى الارتقاء بالذوق العام .

لا إضافات جديده لمجتمع المثقفين منذ 2011

احجز مساحتك الاعلانية

مرحبا بكم

س : 1 لا إضافات جديده لمجتمع المثقفين منذ 2011
سوي بعض الصراعات والنزاعات والنزعات القبلية والشللية ولغات المصالح و الهمز واللمز والتأميز , دعوى لان يمارس المثقف دورة الحقيقي نحو وطنة ومواطنية ما رأيكم بتلك المسأله ؟

افرزت نتائج ما بعد إنتفاضة الشعب الرائعة في 2011 م واُسميها ” إنتفاضة ” لأنها لم ترق لمسمي ” ثورة ” لِما صاحبها من عدم وجود قيادة وبالتالي خطة واضحة بعد الإزاحة بالنظام السابق ، وما تلاها من من تكالب جهات عديدة و متباينة الرؤي و المصالح لتصدر المشهد و إدعاء الأحقية بالقيادة لهذه الإنتفاضة حتي الإنتكاسات التي دمرت الأمال في تحول ” الإنتفاضة ” إالي ” ثورة ” او حركة تغيير إلي الأفضل ، فسقط المثقفون وتشابهوا فأصبحوا فصيلا يُعادل و يُناظر هؤلاء المتكالبون علي تصدر المشهد الإعلاني ، بل و اشدُ شراسةٍ ، فتبدد ريٍحهم وذهبت قوتهم كريادة و موجهة لقدرات الشعب المكلوم والثورة والتغيير في اي دولة او مجتمع يقودها المثقفون ، فكانت النزاعات والقبلية ، والمصالح الخاصة و بوسائل ممجوجة وغير شريفة اسلحة دمار شامل لكل الآمال ثم سادت الفوضي وضاعت العلامات الفارقة بين تعدد وكثافة فصائل الذئاب الجائعة والمتعطشة للسلطة أو السيطرة الواقعية علي ارض الواقع المُتخم بإفرازتِ مُتنيحة بسلوكيات اللصوص وامثالِهم .

س : 2 يريدون أن تكن معهم ولم يهتموا بمن سيكون معك بعض علاقات الحب والصداقة وزمالة العمل , هل اختلت معايير القيم بعد 2011 والظروف الاقتصادية التى تعيشها البلاد , كيف يفسر ذلك الفنان سيد جمعه ؟

ج : 2 تبرز بوضوح من خلال العلاقات الإنسانية والمشاعر والقيم في مجتمع المثقفين علي وجه الخصوص نتائج و ملامح لِنوعية مغايرة للطبيعة الإنسانية تؤثر فيها بشراسة القوي المغايرة والمُختلفة تماما عن القيم الراسخة ، و اقول بصدق تقبل من تقبل ورفض من رفض ، تظهرُ فيها حالة من حالات الإنهيارفي الكيان المجتمعي المتعدد لهذا الوطن نتيجة الحالة الإقتصادية السيئة ، والخطط التي لا تتوافق او تتوازي مع الإحتياجات الفعلية و العملية لمواطن و شعب يكافح ويعاني الفساد من عقود . فتعلو و تسود قيم ” الأنا ” ، والمصلحة … الخ ، وتتواري قيم الفضيلة ، والتكافل ، والتعاون ، و الوحدة … الخ ؛ ولعل إنحسار القيم الرفيعة وسط ساحة المُثقفين هو ما يُزعجنا جميعاً ، لكن الدهشة تزول عندما نُدركُ أن المثقفين هم ايضا من مُكونات نسيج هذا الوطن والضعف و الفقر ” القيمي ” لدي هذا المجتمع يصيبُ كل الشرائح ويؤثر فيها كالعادة سلباً او إيجاباً ، غير انه بالضرورة وكما جاء في قرآننا الكريم ؛ أن تكن منا فئةُ تدعوا للمعروف و الإحسان أي الأحسن من الخلقِ ؛ والمعروف هو المتفق عليه وغير مُنكرٍ مِن احد ؛ و مثال لهذه الفئة ؛ فئة المثقفين ، بخلاف من هم مأمورن بذلك من رجال الدعوة

س : 3 اخترع الغرب الهاتف الأرضي والنقال وكذا وسائل الاتصال الحديثه كالماسنجر والواتس وغيرها ورغم ذلك يتمسك البعض بالطرق القديمة كسلا أو رغبة في بعض الخصوصية ، لماذا لا يستغل كل فرد الوسيلة التي تناسبة فهناك من لا يتحمل أكثر من ثلاث دقائق للمكالمة , مما يغضب البعض , رغم أن الآخر لا يعلم ظروف وقتة ولا مدي تحمله الا لو كان الأمر جادا وخطيرا , بصفتك أمضيت حياتك العملية حتى الخروج للمعاش فى الشركة المصرية للإتصالات , فما رأيك فى هذا التطور الفاضح ؟

ج : 3 سؤال يتعلق بشئ له خصوصية شديدة بالنسبة لي من حيث عملي ومهنتي الأساسية كخريج إتصالات وعملي بالمصرية للإتصالت ، و الإتصالات السعودية ، فمن ناحية تأثير سنوات العمل اصبحت لا اتحمل ولا اطيق مكالمة هاتفية تزيد عن 4 دقائق مهما كان موضوعها او شخصية المتحدث ، ايضا احاول ان لا استقبل اي مكالمات بعد صلاة المغرب شتاءا ، وصلاة العشاء صيفاً ، وبالتالي اطبق هذا علي نفسي ، وهذا قد لا يوافق الكثير من الأصدقاء ، ولكن بوجه عام حملت إلينا التقنيات الحديثة ما يزعج و يربك بل يُبدد الخصوصية لكل منّا ، فأصبح الهاتف الذي نحمله وسيلة خائنة وغادرة ومُقتحمة لمشاعرنا وخصوصياتنا بل ومزاحمة في ترتيب برنامجنا اليومي من مهام والمطلوب من إنجازات ،بل تجاوز الأمر إلي ما يشبه التشظي لأفراد العائلة ، ناهيك عن صلة الرحم الذي إستعضنا اجمل مافيه وهو اللقاء الدوري والشخصي وحل مكان ذلك إتصال تلفوني سريع مُقتضب . لذا هذه التقنيات تبقي في حاجةٍ ماسة إلي التحجيم والترشيد و التعامل معها بحرفية لنمارس دورنا الإنساني والمجتمي حقوقاً و واجباتٍ ؛ عرف الغرب والبعض منا في تحقيق ذلك وحققوا نجاحات لكن ما أراهُ لا يتعدي محاولات فردية في الأغلب يقوم بها بعض الكبار؛ اما الشباب فحدث لا حرج زيارة العم واولاد العم ، والخالة واولاد الخالة الجدة و الجدة غير موجودة وفي الغالب تكون في المناسبات الهامة في قاعت الأفراح والعزاء ؛ وليس في المنزل .

س : 4 هل يمكنكم التحدث عن دور واضح للفن التشكيلي فى تهذيب السلوك العام وتنمية المجتمع بعد تعريف مناسب لهذا الفن لمن لا يعرف من القراء ؟

ج 4: الفن التشكيلي لهُ دوره المجتمعي المعروف خاصة في حالة البناء في و التنمية التي نحن بِصددِها ، واساسها ليس فقط البنايات والإنشاءت والطرق الخ ؛ لكنها تبدأ كما هو معروف من بِناء الإنسان صاحب المصلحة في البناء وصيانتهِ ، و بالتالي الإستمتاع بهِ ، ونقلهِ للأجيال التالية ، ذلك معروف ومتفق عليه ، ويُدرس في المدارس والكليات ، لكن الواقع ، والممارسات الفعلية والعملية المُخالفة والمناقضة لذلك و للأسف تبدأ من الجهات المعنية بالفن التشكيلي واهمها وزارة الثقافة و مؤسساتِها و هيئاتها ، وايضا وزارات مثل البيئة ، والحكم المحلي ، و الصحة والسكان ، ومنظومة إدارة الشان المحلي ، واخطر ما في هذا توليّ مسؤليات العمل الميداني غير ذوي غير الإختصاص ، فانتشر القبح الذي بالتالي يؤثر علي السلوكيات كتكدس القمامة ، والكتابة والخدش علي جدارياتا الأبنية العامة و الخاصة ، والمنشآت الحكومية او تدمير وهدم الأعمال التشكيلية التجميلية في الميادين و واجهات المحلات و محطات الأنتظار في وسائل النقل كا المترو او القطارات ألخ . والفن بوجه عام ليس فقط لوحات وتماثيل كما هو معروف تُزين بهِ شُققنا و منازلِنا ، لكنه في الأعم كل ما هو جميل وحسنٌ من سلوكيات ، ومناظر مُريحة للعينِ و تهفو إليها الأنفس والفطرة السليمة فالنظافة ، والألوان ، والخضرة و حركة السيارات واقفة او متحركة ، وإعلانات المحلات والطرق ، وارصفة الشوارع و السكون وخلو الطرقاتِ من الضوضاء او السباب الخ .. كل ذلك من الفن، وكل ذلك وراءهُ فنان و مُبدع سواء كان فناناً تشكيلي أو كاتباً أو موسيقاراً ؛ كل هؤلاءِ وغيرهم و سائلهم وادواتهم ، وإبداعاتهم هي ما نُطلقُ عليهِ فناً . س : 5 هل تجد دورا متوازنا للمؤسسات الثقافية بمصر والدول العربية كما فى الغرب وهل نحن بحاجة الى دعم منظمة اليونسكو لتجاوز الأمر فى ضوء حصول بعض المؤسسات على الدعم اللازم دون الوصول لنتائج واضحة ؟

ج : 5 دور اليونسكو دور داعم ويمكن الإستفادة مما تقدمه من خدمات ، تستفيدُ منه كثير من الدول ، لكن علي المؤسسات الثقافية إعداد بروتوكلات عملية وطموحة تناسب البيئة المحلية ، وتولية قيادة هذه المؤسسات قيادات علمية قادرة علي التنفيذ من واقع خبرة عملية لا خبرات اكاديمية لا تجيد العمل خارج اسوار الجامعات والكليات ، و وضع وصرف الدعم المادي الذي تحصلُ عليه من المؤسسات الدولية في مكانهِ الصحيح ولايُصرف في مٌكافئات ، وهيكل وظيفي لا ضرورة له فيذهب هذا الدعم و يصرف في غير ما هو مُخصص لهُ ، يضا من المهم تقاسم المشاركة في خطط مع دول الجوار لتعزيز و توازي يضمن إستقرار ودعم الهوية العربية في صورة تكامل بيئى مُشترك و دون تنافسية تضرُ اكثر مما تنفع .

س : 6 القبح والعشوائية التى طالت معظم الأحياء بالقاهره الكبري وبعض المحافظات وضيق المساكن والشوارع واختفاء الخضرة والحدائق كان له تأثير مفرع وخطير على النشأ , كيف ترى دور الدولة فى ذلك ؟

ج : 6 اشرت إلي دور وزارات كثيرة لها تأثير سلبي علي الثقافة والوعي الثقافي باهمية التحضر من خلال تقاعسِها عن تحمل دورها الميداني في التطوير البيئي للأحياء والقري والكفور و النجوع وتوفير الحد الأدني من الحقوق للمواطن مُتمثلة في بيئة صحية نظيفة وجميلة و بالتالي التثقيف العملي للسلوك لدي المواطن للمحافظة علي هذه المكتسبات

س : 7 محو الأمية الثقافية , عنوان كبير لقضية أخطر , كيف ذلك ؟
ج : 7 – الأمية الثقافية هي الإنعكاس لهذا القبح او هي الوجه الأخر للأمية التعليمية ، فحين إنحسر التعليم الفني والرياضي من المدارس بوجه عام و تم قَصرهِ علي بعض المؤسسات التعليمية الخاصة لأصحاب الدخول المُرتفعة ، وحرمان اغلبية المواطنين منها ، كان نتاج ذلك ما نعانيه الأن مِن إنحدار وتدني في كل شيئ ، و في مُجملهِ التأثير المُباشر علي كل مستويات التنمية ، ونكون اسرفنا علي انفسنا ، وصرفنا ما صرفنا ه بدون عائد حقيقي لِمُجمل ما تم صرفِهِ ، وإهدرٌ بلا طائلٍ علي إمتداد كل الموازنات السنوية ، و بالتالي نكون حققنا بأنفسنا اكبر خيبة املٍ لدي المواطن ، و يَعمُ عدم الإهتمام أو الإكتراث أو التصديق للإعلام وما يروج له ليكون في النهاية ما يرددهُ الإعلام مُجرد ” كلام إبن كلام ” ويخلقُ بعد ذلك مزيد من الرفض ثم الإحتقان و يتبع ذلك مرارة في صورة الإنتفاضات السلمية وغير السلمية مصحوبة بِإنتكاسات تعود بنا لنقطة البداية وربما إلي الأسوأ.
س 8- هل يواجهه الأدب الفن عموما أزمة فى ضوء ضعف الاقبال علي شراء الكتب واللوحات , وما هى توصياتكم ؟
ج : 8 – الأدب ، و فنون الكلمة والصورة عامةً هما مرآة تقدم وإزدهار وجدية الخطط الإقتصادية الموائمة مع الإحتياجات الفعلية للوطن والمواطن ، فإذا كانت هذه الخطط جيدة ، أدت إلي حالة إقتصادية تؤثر في ساحة الثقافة بعناصرها المُتعددة من معارض ومسارح و ودو ر نشر وبالتالي مواطن يقرأ ويشاهد ، يشتري ، وينتج ، يتأثر و يؤثر و يتفعل بإيجابية ، نفتقدُها حالياً علي كلِ المستويات
إذن ما نراه من حالة التدني الحالية بصفةً عامة مرجعهُ يتعلق بالإقتصاد و خططهِ
وفى نهاية الحديث نتوجهه بالشكر للأديب والناقد التشكيلي سيد جمعه وعلى وعد بلقاء آخر
أجرى الحديث
أحمد فتحى رزق

 

احمد فتحي رزق

المشرف العام

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى